ذكر ابن حِبان في كتاب “المجروحين من المحدثين” أن رجلا من الكوفة يقال له غياث بن إبراهيم البصري كان يتظاهر بالعلم ويمشي بين الناس، يضع الأحاديث ويرويها، وكان طليق اللسان، فكان الناس يجتمعون إليه فيحدثهم بالأعاجيب وهم يصدقونه.. فرآه رجل يوماً يأكل في وسط الطريق، والناس يمرون به فقال له: ألا تستحي من الناس؟! فأجابه غياث: وأين الناس؟ قال: هؤلاء الذين اجتمعوا لك.. فقال: هؤلاء ليسوا ناسا بل إنهم بقر، ول...و شئتَ أثبت لك ذلك؛ فذهبا فصعد غياث إلى مجلسه وجعل يحدث الناس بما يشاء وهم يستمعون إليه منصتين، فلما رأى تفاعلهم معه ألف حديثا من عقله وقال لهم: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من استطاع منكم أن يلمَس أرنبة أنفه بلسانه دخل الجنة!” فجعل الناسُ يمدّون ألسنتهم يحاولون لمس أرنبات أنوفهم! فالتفت غياث إلى صاحبه وقال له: ألم أقل لك إنهم بقر؟
غياث بن إبراهيم.. وكم من غياث لدينا